القهوة العربية الأصيلة يشتهر بها أهل نجد والحجاز وبعض المناطق في شرق الجزيرة العربية والعراق والشام ومخترع القهوة عموما هم العرب.
ويختلف متذوقوها في العالم العربي من ناحية المزاج والكيف، فالبعض يفضلها سوداء والبعض الآخر بنية وأكثر المداومين عليها يومياً هم كبار السن.
هي قهوة تعتبر خفيفة توضع فيها حبات الهيل عند بعض أهل البادية والحضر من عرب.
وهناك القهوة الغامقة عند البعض الآخر وعادة تكون مُرّة وليس فيها سكر أبداً وتقدم في فنجان صغير فمه أوسع من قاعدته.
مكونات القهوة العربية
تعتبر القهوة رمزا من رموز الكرم عند العرب يفاخرون بشربها وتعد مظهرا من مظاهر الرجولة في نظرهم ويعقدون لها مجالس خاصة تسمى بالشبة أو القهوة أو الديوانية.
وتتكون القهوة العربية من ملعقتين متوسطتين من بن مطحون نصف محمص وإضافة نصف لتر ماء ويضاف اليها الحوايج من هيل «حبهان» وزنجبيل وقرنفل وقليل جداً من القرفة «الدارسين» والبعض يضيف ملعقة صغيرة من الزعفران حسب الرغبة.
تغلى القهوة على النار لمدة لا تقل عن نصف ساعة وإذا نقصت المياه تزاد قليلا.
وبعد ذلك توضع في الدلة أو الترمس وتوضع الحوايج ثم تصب فوقها القهوة وتغلى غلياناً بسيطاً إذا كانت في الدلة ثم تقدم وإذا كانت في الترمس تقدم مع التمر.
البعض يحب القهوة خفيفة فيجعل الماء كثيرا أو قليلا أو يحبها كثيفة فيقلل الماء.
فوائد القهوة العربية
أظهرت دراسة علمية أن للقهوة فوائد صحية عديدة لمرضى تليف الكبد وبعض أنواع السرطان وأمراض القلب والباركنسون والربو.
وتلقى هذه الدراسة التي قام بها معهد دراسات البن في جامعة فاندريليت الأميركية اهتماما كبيرا لتشكل مفاجأة لمعظم الناس الذين يدركون مضار تناول القهوة المتمثلة في الأرق ليلا والتوتر نهارا أو في ارتفاع ضغط الدم وسرعة ضربات القلب.
ويقول الدكتور بيتر مارثن مدير المعهد ان معظم الأبحاث طوال العشرين عاما الماضية تركزت على مادة الكافيين التي تنشط الجهاز العصبي المركزي والتي طالما استخدمت في صناعة الأدوية المخففة للألم والحد من الشهية المفرطة ومقاومة النعاس ونزلات البرد والربو.
ويضيف مارثن ان الدراسة التي قام بها المعهد أظهرت أن القهوة مصدر غني بالمواد «المضادة للأكسدة» والتي تقلل من آثار المواد الضارة على الجسم «الشوارد الحرة» التي تضعف جهاز المناعة وتتسبب في الاصابة بأمراض القلب والشرايين ونشوء الأورام والسرطانات.
ويوضح ذلك أنه عند تفاعل الأوكسجين مع المواد الكيماوية في الجسم يتكون ما يسمى بـ «الشوارد الحرة» التي تهاجم خلايا الجسم وأنسجته بشكل عشوائي ومن المرجح ان هذه الشوارد الحرة تسبب أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان والمياه الزرقاء في العيون وضعف جهاز المناعة والجهاز العصبي.
واستنادا إلى ذلك يقول ان الذين لا يشربون القهوة معرضون للاصابة بهذه الأمراض أكثر من أولئك الذين يتناولون ما بين فنجانين إلى أربعة يوميا. ويقول الباحثون في المركز العلمي لأبحاث البن الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ان المواد المضادة للأكسدة تقضي على الشوارد الحرة المشار اليها آنفا. ويقول المستشار العلمي بالمركز ايوان بول ان أبحاث معهد دراسات البن في الولايات المتحدة أظهرت ان مضادات الأكسدة الموجودة في البن تفوق الموجودة في الشاي بأربع مرات.
وقد أفادت دراسة أجراها علماء استراليون ان الكافيين في القهوة يزيد من كمية الطاقة الموجودة في الجسم ويحفز العضلات على حرق الدهون.
ودراسات أخرى أفادت بأهمية الكافيين في علاج الصداع والشعور بالألم ومقاومة الاكتئاب ومحاولات الانتحار.
ويفيد كذلك في تحسن حالات الشلل الرعاش وتليف الكبد والربو وأمراض القلب والشرايين والحماية من السرطانات.
إضافة الهيل للقهوة العربية
ليس من العبث أن أضاف العرب الهيل إلى القهوة إذ بالإضافة إلى اكسابها طعما ونكهة أفضل عند مزجها بمطحون حبوب الهيل فإن الدراسات تشير إلى ان إحدى خصائص الزيوت الطيارة ذات الرائحة العبقة في بذور الهيل له خاصية ابطال مفعول الكافيين على الجسم.
ومن المعروف أن طريقة تحميص حبوب البن لإعداد القهوة العربية تتطلب أن يكون لونها بعد التحميص باهتا وليس بنيا غامق اللون، كما في تحميص القهوة التركية أو الاسبرسو. وكمية الكافيين في البن كما يقول الباحثون تقل كلما كان لون حبوب البن غامقا.
كما يعني أن بن القهوة العربية الأشهب أعلى محتوى من الكافيين مما يستخدم فيه البن الغامق. وتكتسب حبوب الهيل رائحتها ونكهة طعمها من توافر زيوت ثابتة وطيارة في بذورها. فتركيب حبة الهيل يتكون من 20 في المئة ماء و10 في المئة بروتينات و2 في المئة دهونا و42 في المئة من السكريات و20 في المئة أليافا والبقية ما يسمى بالرماد.
كما هي العادة في تسمية مجموعة من الطبيعية والمعدنية المتبقية.
فوائد إضافة الهيل في القهوة العربية
الأبحاث حول الهيل «الحبهان» لم تنقطع منذ ان بدأت في العام 1950.
والمهم انه لا توجد دراسات تتحدث عن آثار سيئة لتناول الهيل ما يفرض تجنب استعماله.
بل الدراسات وإن كان معظمها على حيوانات التجارب الا انها تسير في اتجاه ان من المفيد تناوله على أقل تقدير.
ويعتبر الهيل أحد أقدم المنتجات التي تستخدم كعلاج للعديد من الأمراض وهو ما دلت عليه مدونات الطب اليوناني القديم.
وكثير من نصائح الطب الشعبي اليوم في العديد من مناطق العالم فالوصفات الشعبية تنصح بالهيل لاضطرابات عدد من اعضاء اجهزة الجسم، فهو فاتح للشهية ويخلص من الغازات في البطن وحرقة المعدة وهو مفيد في تنظيف الفم من الميكروبات للقضاء على التهابات الفم ومنع تكون الرائحة غير المحببة فيه.
إضافة الى ان إخراج زيوته الطيارة من الجسم عبر الحويصلات الهوائية في الرئة يعطي النفس رائحة زكية.
كما انه يفيد في تخفيف أعراض التهاب الجهاز البولي والبروستاتا وحرقة التبول.
ويرفع الحالة المعنوية وداعم للمزاج ويخلص من الشعور بالاكتئاب ويحسن الحالة النفسية.
كما انه يخفف من أعراض التهاب الجهاز التنفسي في طرد البلغم وتسكين نوبات السعال الجاف وكثيرون يشيرون الى قدرته في مقاومة الميكروبات.
وتنصح رابطة «الحمل» الأميركية بتناول بعض من الهيل أو زيته للتقليل من الغثيان والقيء أثناء الحمل ولاكتساب رائحة طيبة للنفس والفم من دون ان يكون ذلك مضرا بالجنين.
وقدم الباحثون من كلية الطب بجامعة هاوارد في نيودلهي في كلية الصيدلة دراسات تفيد بنفس النتائج وكذلك الباحثون في مؤسسة أبحاث تكنولوجيا الغذاء بالهند.