معنى الابتلاء

معنى الابتلاء
لقد ورد عن رسول الله عليه صلى الله عليه وسلم العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تدور حول الابتلاء وما في معناه؛ منها على سبيل المثال ما يلي :
«إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط»(رواه الترمذي).
وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : (_أَيُّ الناس أشد بلاء ؟ قال: «الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ،يُبْتَلَى الرجل على قدر دينه ، فإن كان في دينه صلابة زيد له في البلاء ، ولا يزال البلاء بالمؤمن حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة» (رواه ابن ماجه).
«عجبا لأمر المؤمن ، إن أمره له كله خير، وليس ذاك لأحد إلاّ للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيرا له» (رواه مسلم).ولقد ابتلى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بالعديد من الابتلاءات منها إلقاء القاذورات عليه وهو عند الكعبة يصلي ، كما قذفه أبو لهب وامرأته ، وما فعله عدو الله عقبة بن أبي معيط حيث ألقى عليه جزور ،كما ابتلي عندما ذهب إلى الطائف، قال له الكفرة: اخرج من بلادنا ،وأوغروا به سفهاءهم وعبيدهم، وأخذوا يسبونه ويرمونه بالحجارة حتى سالت الدماء.... وظلوا يطاردونه حتى جلس في ظل جدار ودعا بالدعاء المشهور: «اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين ، أنت رب المستضعفين وأنت ربي ، إلى من تكلني؛ إلي بعيد يتجهمني ؛ أم إلى عدو ملكته أمري؛ إن لم يكن بك غضب فلا أبالي ، ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك أو يحل علىّ سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بالله» (رواه البخاري) .يقول العلماء: إن من مقاصد الابتلاء إظهار المسلمين على حقيقتهم وتمييز أصنافهم. فعلى سبيل المثال:
* منهم قوي الإيمان ، ومنهم الفاسق .
* ومنهم الصابر المحتسب ، ومنهم الساخط الغاضب المتبرم.
* ومنهم أصحاب العزيمة ، ومنهم أصحاب الرخص.
* ومنهم المخلص ، ومنهم المنافق .
* ومنهم الصادق ، ومنهم الكاذب.
و يقول ابن القيم: «لولا محن الدنيا ومصائبها لأصاب العبد من أدواء الكبر والعجب والفرعنة وقسوة القلب ما هو سبب هلاكه عاجلا أو آجلا، فمن رحمة أرحم الراحمين أن يتفقده في الأحيان بأنواع من أدوية المصائب تكون حمية له من هذه الأدواء، وحفظا لصحة عبوديته، واستفراغا للمواد الفاسدة الرديئة المهلكة منه ......روي عن عروة بن الزبير ا انه أصيب بمرض الأَكلة في رجله وهو مسافر، فقرر الطبيب قطعها، ثم أصيب بموت أحد أبنائه، فقال: «اللهم كان لي بنون سبعة فأخذت واحداً وأبقيت ستة، وكان لي أطراف أربعة فأخذت واحداً وأبقيت لي ثلاثة، ولئن أخذت فقد أبقيت، ولئن ابتليت فقد عافيت ...» .وفى هذا يقول عليه الصلاة والسلام:..
: «ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلاّ كفر الله بها من خطاياه» (رواه البخاري)،