sondos مشرف( المصارعة الحرة )
عدد المساهمات : 928
| موضوع: علاج سل العظام والغدد الإثنين يوليو 11, 2011 7:42 am | |
|
فقد كان العلاج داخل المصحات يعتمد في المقام الاول على الراحة الجسدية ( الملازمة التامة للفراش بادئ الامر , يتبعها تمرين متدرج بعناية ) , وكذلك على غياب التوتر العاطفي والذهني , وعلى توفير الغذاء الجيد والمشهي , وعلى الهواء النقي الغزير ( رغم ان ذلك مبالغ فيها ) , اضافة الى ذلك وقدر الامكان على عملية الاسترواح الصدري الاصطناعي التي تؤدي الى انهيار كل او جزء من الرئة المصابة وبذلك تسهل مهمة اراحتها . وبالمثل تعتمد معالجة تدرن العظام والمفاصل بشكل رئيس على ايقاف الاعضاء المصابة عن الحركة باستعمال البلاستر ( اللصقة ) للحد من المزيد من الاتلاف ولتعزيز عملية الشفاء . واذا استمرت هذه المعالجة على مدى سنتين فانها تؤدي الى قدر كبير من الشفاء . وفيما يخص التدرن الدخني ( المصحوب بنقاط شبيهة بحب الدخن ) الحاد فكان يعتبر مميتا على الاغلب في حين كان التدرن السحائي يعتبر دائما مميتا وبشكل حتمي . لقد وضع تطوير ( السلفانومايد ) عام 1935 و ( البنسلين ) عام 1941 في متناول الاطباء عقاقير فعالة ضد الكثير من الامراض . وكان مما يدعو للاحباط ان تلك العقاقير لا اثر لها على التدرن الذي كان مرضا متفشيا ومخيفا في ان معا , الا ان البحث المكثف عام 1944 ( الستربتومايسين ) الذي برهن على فاعليته ضد عصيات السل . ولكن لسوء الحظ واجه استعمال الدواء بعض الصعوبات بادئ الامر اذ تميل هذه العصيات الى ان تكتسب بشكل تدريجي مقاومة للعقاقير وان بعض المصابين كانت تظهر لديهم اعراض التسمم وفي عام 1946 تم اكتشاف حامض ( الباروامينو ساليسيلك ) واعلن عن فاعليته اول الامر في المؤتمر الاسكندنافي حول التدرن المنعقد في كوبنهاجن في حزيران عام 1948 . وبعد ذلك بوقت قصير تم تطوير ( الايزونيازد ) (وهو مركب لمحلول بلوري لا لون له ) والذي لم يكن فعالا فقط وانما سهل الانتشار مما يؤدي الى سهولة وصوله الى الاجزاء المصابة من الجسم . لقد وجد ان استعمال عقار واحد فقط يؤدي بشكل سريع الى ظهور عصيات مقاومة و لذلك فان ترتيبات المعالجة حاليا تعتمد على استعمال الادوية المركبة . ولا يزال الكثيرالادوية الجديدة يجري انتاجها باستمرار . كما ان اختيار حمية مناسبة امر يعود الى الطبيب فينبغي الاخذ بنظر الاعتبار ما يتحقق من تحسن لدى المريض , وما يبديه جسم المريض من حساسية مفرطة ونتيجة اختبارات الحساسية التي تجرى على ( الجرثومة المتكونة ) . وفي حالة الارتكاس او مع مقاومة تعدد الادوية فربما يكون من الضروري وصف خط ثان او احتياطي من الادوية والكثير منها متوفر . وفي البلدان المتقدمة قلما يموت المصاب بالتدرن في الوقت الحاضر . فمثلا في عام 1946 , توفيت في المرض في انكلترا وويلز 900 فتاة تتراوح اعمارهن بين 15 و 25 مقارنة ب 9فقط عام 1961 . ومع ذلك فبينما قللت العقاقير من الوفيات فانها لم تقلل من حالات الاصابة بالمرض . فالاقلال من الحالات المرضية يعود في المقام الاول الى الوقاية منه . الوقاية بالرغم من ان الادوية المخصصة لعلاج التدرن متوفرة في الكثير من المستشفيات في الهند وباكستان مثلا فان اكثر من 2 بالمائة من الشعب هناك يصابون بالمرض كل عام ورغم عدم وجود علاج محدد حتى بعد عام 1945 فقد كان هناك انحسار بالاصابة بالمرض في البلدان الاسكندنافية والى حد ما في المملكة المتحدة قبل ذلك التاريخ . وهذا يعني ان انحسار المرض في البلدان المتقدمة كان يعتمد في المقام الاول على الوقاية منه وليس على معالجته وهكذا الامر مع البلدان التي لا زال فيها المرض منتشرا . اسهمت عدة عوامل في الفضاء على التدرن وهذه العوامل هي انحسار سوء التغذية وقلة التجمعات السكانية المزدحمة والتوعية الصحية واقتناع الناس باستعمال البسترة ( تعقيم الحليب ) . وبينما كان المرض يتلاشى في الدول المتقدمة , اصبح هنالك اجراءان في المتناول , وهما التصوير الاشعاعي والتطعيم بلقاح البي سي جي .
| |
|